بيـان..وتعقيب
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلامُ على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإنَّ إدارةَ الموقع تُنهي إلى عِلم جميعِ الزوَّار بأنَّ كلَّ منشورٍ متعلِّقٍ بالشيخ أبي عبد المعز محمَّد علي فركوس -حفظه الله- بُثَّ عبرَ وسائل الإعلام من: مواقع، صحف، جرائد، مجلاَّت ونحوها، ولم يَرِدْ نشرُه في موقعه الرسمي، أو وَرَد مُجملاً من غير تفصيلٍ، أو عامًّا من غير تخصيصٍ، أو مُطلقًا من غيرِ تقييدٍ، أو ورد مبتورًا كما هو صنيعُ أهلِ النِّفاق والأهواء والفتنة؛ فإنه لا يُعتمَد عليه ولا تصحُّ نسبتُه إليه، والشيخ محمَّد علي فركوس -حفظه الله- بريءٌ منه، ومن أهل التلبيس والمَكر والبهتان، قال تعالى: ﴿وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [النساء: 112]، الذين يغشُّون الأُمَّةَ، ويخدعون المؤمنين بمختلف الأذى وأنواع الرَّدَى، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالمَكْرُ وَالخِدَاعُ فِي النَّارِ»(١- أخرجه ابن حبان في «صحيحه» كتاب البر والإحسان، باب الصحبة والمجالسة: (567)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1058))، أولئك الذين يُوغِلون صدورَ المؤمنين بالعداوة، ويشحنونها بالبغضاء لترضية أسيادهم ومموِّليهم لغرضٍ من الدنيا زائل، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَنْهُ النَّاسَ»(٢- أخرجه الترمذي في «الزهد»: (2414)، وابن حبان في «صحيحه»: (276)، والشهاب القضاعي في «مسنده»: (499)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2311).).
هذا، وإنما يُنسب إليه ما تمَّت الإشارة إلى مصدره في موقعه الرسمي أو على كُتُبه ورسائلِه المحفوظةِ على وجهٍ كاملٍ، غير منقوصٍ بالبَتْرِ والتحريف والتبديل.
علمًا بأنه إن ظهر الخطأُ في الفتوى أو المقالة أو التوجيه؛ فإنَّ ما نَدِينُ اللهَ تعالى به جميعًا وجوب الرجوع إلى الحقِّ، وحتمية العمل بمقتضى: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»(٣- أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة: (205)، وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب، باب في النصيحة: (4946)، والترمذي في «سننه» كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في النصيحة: (1926)، والنسائي في «سننه»، كتاب البيعة، باب النصيحة للإمام: (4214)، وأحمد في مسنده: (17403)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه. )، كما هو عليه عمل السلف من الخلفاء الراشدين ومَن بعدهم.
وأخيرًا، نُنَـبِّه فاقدَ التأهيل العِلمي، الذي لا يُحسِنُ التمييزَ بين التمرة والجمرة، ولا بين الشحمة والفحمة، أن يسعى إلى إدراك مسالك الحقِّ والباطل، فيقف مع الحقِّ وأهلِه، ويحشر نفسه مع زمرتهم، ومن تكلَّف ما لا يحسن، وتكلَّم في غير فَـنِّه، أتى بالعجائب.
ولله دَرُّ أبي الطيِّب المتنبي القائل:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيـمِ
وَلَكِنْ تَـأْخُذُ الأَذْهَـانُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ القَرَائِحِ وَالفُهُومِ
ونختم الكلام بقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والعَجَب من قومٍ أرادوا نصرَ الشرع بعقولهم الناقصة، وأَقْيِسَتِهِم الفاسدة، فكان ما فعلوه مَمَرًّا جَرَّأَ الملحدين أعداءَ الدِّين عليه، فلا الإسلامَ نصروا، ولا الأعداءَ كسروا»(٤- «مجموع الفتاوى» (9/253-254)).
نسأل اللهُ أن يبصرَنا بعيوبنا، ويرزقَنا حقَّ العلم وخيرَ العلم وخيرَ العمل، وأن يسلك بنا سبيلَ المهتدين من سلفنا الصالح الأوَّلين، من أهل التقوى والدِّين، والسير على رِكابهم، والاعتزاز بالانتماء إليهم، سائلين اللهَ الثبات فإنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف شاء.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.