المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 06/08/2008 العمر : 34
موضوع: اسئلة عن احكام صيام رمضان***الجزء الاول*** الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 1:44 am
- هل يصح الإعتماد على الإمساكيات الرمضانية أو الإستعانة بآلات الرصد الفلكي ؟
شعائر الإسلام المتعلقة بالصوم وبالحج وبالصلاة ، وبخاصة المتعلقة بدخول هذه الأوقات وثبوت أوانها علقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرؤية البصرية ، أى العين البشرية ، ولذالك فإن اتباع التقاويم الحسابية وآلات الرصد ومراقبة الفجر ومراقبة الهلال وتولد الهلال فهذا من التكلف والتنطع ! أو الاستمساك بتقاويم المنجمين التي ثبت مخالفتها للواقع من حيث أوقات الصلاة وأوقات الصيام وما شابه ذالك ، ولذالك فإن الاعتماد على هذه الآلات سبب في كثرة الشر وقلة الخير وقد ثبت أن الحافظ ابن حجر رحمه الله لما ذكر أن بعض الناس في زمانه يؤخرون الفطر ثلث ساعة بعد غياب الشمس أو يقدمون الفجر قبل موعد الفجر الصادق بثلث ساعة علق على ذالك قائلاً : كثر فيهم الشر وقل فيهم الخير وقد صنف المصنفون وبين العلماء أنه لا يجوز التعلق بالتقاويم الحسابية أو التقاويم الفلكية أو بالروزنامات كما يقولون أو ما شابه ذالك ، وذكر ذالك شيخ الإسلام فى مجموع الفتاوى فى ( الجزء 25 / صفحة 126 _ 202 ) وذكر ذالك الإمام النووى فى المجموع شرح المهذب ( الجزء 3 / صفحة 279 ) وذكر ذالك أيضاً الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فى كتابه التلخيص الحبير ( الجزء 2 / صفحة 187 ) وللشيخ أحمد شاكر رحمه الله رسالة جيدة فى هذا الباب تبين أن الأ حكام الشرعية بالصوم وبالمناسك وأوقات الصلاة متعلقة بالرؤية البصرية ليس التقاويم الحسابية الفلكية والله تعالى أعلم .
2- هل يلزم من رأى هلال رمضان وحده أن يصوم ؟
من رأى هلال رمضان فعليه أن يقوم بالشهادة أمام القضاء ليقوم ولى أمر المسلمين بنشر ذالك للناس ، وإعلام ذالك للناس ، فإن رؤية هلال رمضان تثبت بشهادة شاهدي عدل لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وأمسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين ، فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا . هذا من باب كمال الشهادة فإن لم يتيسر وجود شاهدى عدل فى هذه الواقعة فلا يعنى عدم قبول شهادة الواحد ، ولذالك تجوز شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال ، وقد ثبت عن ابن عمر كما فى سنن أبى داود والدارمى وصححه شيخنا الألبانى رحمة الله عليه ، أنه قال : ترآى الناس الهلال فأخبرت النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنى رأيته فصام وأمر الناس بصيامه . فهذا ابن عمر رضى الله عنهما رأى هلال رمضان فأخبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجلس فى بيته ، أما الذى يرى هلال رمضان ولم يخبر ولم يقوم بالشهادة أمام القضاء ولم يصم الناس فلا يصوم إلا مع الناس والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم .
3- إذا سافر المسلم أثناء الشهر إلى بلد اختلف عن بلده فى الصيام فكيف يعمل؟
إذا سافر المسلم من بلد أعلن دخول شهر رمضان إلى بلد لم يعلن دخول شهر رمضان فالواجب عليه أن يمسك مع أهل بلده ، أى يصوم بصوم البلد الذى أنشأ السفر منه لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : صومكم يوم يصوم الناس ، أى الناس الذين فى البلد الذى أنتم فيه والله تعالى أعلم .
4- يوجد هناك صعوبة فى تحرى الهلال فى البلدان الصناعية فماذا يكون موقفهم ؟
هذا السؤال يقود إلى أسئلة أخرى متعلقة بالجاليات الإسلامية التى تعيش فى أوروبا وتعيش فى البلدان الغير إسلامية – فهؤلاء إن كان عندهم جمعية أو هيئة تجارية تجمع هذه الجاليات وتتوحد كلمة هذه الجاليات ويقومون بمراقبة الهلال فننصح بمتابعة هذه الجمعية أو المراكز الإسلامية بحيث يكون فيه اجتماع للكلمة فإن لم يتوفر عندهم هذا الأمر فيصوم أهل تلك البلاد بصيام أقرب بلد مسلم لهم والله تعالى أعلم .
5- بماذا يثبت دخول شهر رمضان ؟
يثبت دخول شهر رمضان بأمرين : الأمر الأول : إحصاء عدة شعبان ، فينبغى على الأمة الإسلامية أن تحصى عدة شعبان إستعداداً لرمضان ، لأن الشهر يكون سبعة وعشرين يوماً ويكون ثلاثين يوماً فتصوم إذا رأت الهلال إن حال بينها وبين رؤية الهلال سحاب قدرت له وأكملت عدة شعبان ثلاثين يوماً ، لأن بديع السموات والأرض سبحانه وتعالى جعل الأهلة مواقيت ليعلم الناس عدد السنين والحساب ، والشهر لا يزيد عن ثلاثين يوماً ولذالك قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين . الأمر الثانى : عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له أى اكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً ، وعن عدى بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال : إذا جاء رمضان فصوموا ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذالك ، فإذن الأمر الأول إحصاء عدة شعبان ، فإن رأينا الهلال قبل إتمام شعبان ثلاثين يوماً صمنا وإن لم نر الهلال أكملنا عدة شعبان ثلاثين يوماً ، إذن برؤية الهلال أو بإحصاء عدة شعبان والله تعالى أعلى وأعلم
6- مسلم صام فى بلده الذى أعلن صوم رمضان ثم سافر إلى بلد آخر تأخر عنهم فى الصوم ..؟
إذا صام هذا المسلم ثلاثين يوماً لا يجوز له أن يزيد على ثلاثين يوماً ، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : الشهر هكذا ، الشهر هكذا ، وأشار بيده أى أنه يأتى تسعة وعشرين يوماً ، أو ثلاثين يوماً ، لذالك فما زاد على الثلاثين ليس من رمضان بالنسبة إليه فإن كان الناس فى هذا البلد صائمين فعليه أن يفطر ولكن لا يظهر فطره والله تعالى أعلم .
7- كيف يصوم اهل البلاد التى تشرق فيها الشمس مدة طويلة ؟
ما دام أن هذه البلاد فيها ليل وفيها نهار ، فيها صبح وفيها مساء ، فيها فجر وفيها مغرب أى أن النهار يبتدىء بطلوع الفجر الصادق وينتهى بغروب الشمس ، وكذالك الليل يبتدىء بغروب الشمس وينتهى بطلوع الفجر الصادق فعليهم أن يصوموا من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس ، ولو كانت المدة طويلة تصل إلى عشرين ساعة ! أو ما شابه ذالك فهذا لايجزأهم أن يصوموا بعد مطلع الفجر الصادق أو يفطروا قبل مغيب الشمس لا يجزأهم ، أما البلاد التى لا ينتظم فيها اليوم أى قد يكون فيها النهار عدة أشهر أو الليل عدة أشهر كما فى البلاد القطبية ! القطب الشمالى أو القطب الجنوبى فهؤلاء يصدق عليهم قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : من حديث النواس بن سمعان ، عندما أخبر أن من أيام الدجال يوم كاسنة ! فقال الصحابة رضوان الله عنهم : أتكفينا فيه الصلاة يوماً يا رسول الله ، قال : لا ، أقدروا له قدره ، فهؤلاء لو يفطنون فى تلك البلاد عليهم أن يقدروا قدر الصيام والصلاة ثم يقدرها على توقيت أقرب بلد مسلم لهم والله تعالى أعلى وأعلم .
8- مسلم علم دخول شهر رمضان فى النهار فبدأ بالصوم فوراً هل هذا الفعل صحيح ؟
من لم يعلم بدخول شهر رمضان قبل طلوع الفجر ثم خرج عليه الفجر فأكل وشرب ثم علم بأن هذا اليوم الأول من شهر رمضان فعليه بالإمساك ، وإكمال يومه وفعله صحيح وهذا اليوم يجزأه ودليلنا فى ذالك أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم عندما أمر بصيام يوم عاشوراء فى بداية الإسلام على الوجوب ، قد أخبرت عنه عائشة رضى الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان كان من شاء صام وكان من شاء أفطر ، وعن سلمة بن الأكوع رضى الله عنه قال : أمر النبى رجلاً من أسلم أن أذن فى الناس أن من أكل فليصم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم عاشوراء ، فهذا دليل صريح على أن من ثم أمسك فهذا يجزأه لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : من أكل فليصم بقية يومه ، قال بعض أهل العلم أن عليه القضاء ! وقالوا أن عاشوراء لم يكن فرضاً والصواب أن مجموع الأدلة يبين أن صوم عاشوراء كان واجباً لثبوت الأمر بصومه كما فى حديث عائشة رضى الله عنها ، ثم تأكد الأمر بزيادة التأكيد بنداء العام أمر رجلاً من أسلم أن يؤذن فى الناس ، ثم زيادته أيضاً بأمر من أكل بالإمساك كما فى حديث سلمة بن الأكوع رضى الله عنه ، وحديث محمد بن صيفى الذى أخرجه ابن خزيمة وأحمد والنسائى بإسناد صحيح : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى يوم عاشوراء فقال : أصمتم يومكم هذا ؟ قال بعضهم : نعم ، وقال بعضهم : لا ، فقال أتموا بقية يومكم هذا وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروف أى قرى المدينة أن يتموا بقية يومهم هذا ، ويقطع تضارب الأقوال قول ابن مسعود رضى الله تعالى عنه الثابت فى صحيح مسلم لما فرض رمضان ترك عاشوراء ، وقول عائشة رضى الله تعالى عنها الثابت فى الصحيحين مسلم وابن خزيمة : فلما نزل رمضان كان رمضان هو الفريضة ترك عاشوراء ، مع أنه ما ترك استحباب صوم عاشوراء بل الإجماع على استحبابه كما نقله الحافظ فى الفتح عن ابن عبد البر فتعين أنه باقٍ فدل على أن المتروك هو وجوبه والله تعالى أعلم ، فبهذا يتبين لنا أن من علم أن رمضان دخل ثم امسك بقية يومه فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه والله تعالى أعلم .
9- هل للمسلم ان يفطر تبعاً للسعودية وأهل بلده صائمون ؟
لا يجوز للمسلم فى هذا الزمان الذى اختلفت فيه الحدود بين دول المسلمين أن يتبع بلداً بعيداً أو أخر عن بلده للحكمة التى أشرنا إليها فى السؤال المتقدم وهى قول النبى صلى الله عليه وسلم فطركم يوم يفطر الناس ، فيفطر مع أهل بلده ولا يفطر مع بلد آخر يتقدم أهل بلده بالإفطار أو يتأخر عنهم بالإفطار لأن هذا يؤدى إلى زيادة الإختلاف والفرقة فى البلد الواحد ويكفينا اختلاف البلاد الإسلامية فى صيامها وفى إفطارها ، ومن مقاصد الشرع تقليل التفرق وتقليل الإختلاف فصوم آحاد الناس مع مع بلاد أخرى وأهل بلدهم صائمون أو مفطرون يؤدى إلى زيادة الإختلاف وزيادة التفرق وهذا منافٍ لمقاصد الشرع الحكيم .
10- هل يجوز صيام يوم الشك ؟ وما معنى يوم الشك ؟
يوم الشك هو اليوم الذى يشك هل هو من شعبان او من رمضان يعنى هل هو اخر يوم فى شعبان أم هو أول يوم فى رمضان ، ولا يجوز صيام يوم الشك إحتياطاً لثبوت النهى عن ذالك فعن صلة بن زفر قال : كنا عند عمار بن ياسر وأتى بشاة مصلية أى مشوية فقال كلوا فتنحى بعض القوم فقال إنى صائم فقال عمار : من صام اليوم الذى يشك فيه الناس فقد عصى أبا القاسم ، وعن سماك بن حرب أيضاً قال : دخلت على عكرمة فى اليوم الذى يشك فيه من رمضان أى عكرمة مولى ابن عباس رضى الله عنه وهو يأكل فقال ادنوا فكل قلت : إنى صائم ، فقال والله لتدنون قلت فحدثنى : قال حدثنى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا تستقبلوا الشهر استقبالنا صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه غبرة سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين يوماً ، فهذا الحديث ، وهذا الأثر يدل على أن فقه السلف هو تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابى لم يقل هذا القول برأيه فيكون قوله من قبيل المرفوع عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا القول هو قول عامة أهل العلم من الصحابة رضى الله عنهم ومن تبعهم ، ففى الباب أو فى هذه المسألة وردت آثار عن عمر وعلى وابن عمر وابن مسعود وحذيفة والضحاك وإبراهيم النخعى والشعبى وعكرمة ذكرها ابن أبى شيبة فى المصنف ، والبيهقى فى السنن الكبرى ، ولذالك قال الترمذى فى سننه : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعدهم من التابعين ، وبه يقول سفيان الثورى ومالك ابن أنس وعبد الله بن المبارك والشافعى وأحمد إسحاق ، كرهوا أن يصوم الرجل اليوم الذى يشك فيه ورأى أكثرهم أن من صامه فكان من شهر رمضان أن يقضى يوماً مكانه والله تعالى أعلم .
11- هل يجوز مخالفة أهل البلد فى الصيام والعيد ؟
فلا يجوز للمسلم أن يخالف أهل بلده فى الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس ، ففي هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم ينبغي عليه أن يصوم مع أهل بلده وأن يفطر مع أهل بلده توحيداً للكلمة ورصاً لصفوف الأمة لأن الإختلاف فى الصوم فى البلد الواحد يؤدى إلى زيادة الفرقة وزيادة الخلاف بين المسلمين ، وأما بالنسبة للعيد أعنى عيد الفطر فكذالك يفطر المسلم مع أهل بلده لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم السابق : وفطركم يوم يفطر الناس ، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم حريص على اجتماع الكلمة فى الصوم إبتداءً وفى الصوم إنتهاءً أى فطراً والله تعالى أعلم .
12- هل يشترط أن يرى هلال رمضان كل واحد من المسلمين ؟
لا يشترط فى كل مسلم أن يراقب هلال شهر رمضان إنما هذا واجب على الكفاية فإذا قام به بعض المسلمين أجزأهم ، وتثبت رؤية الهلال بشهادة شاهدى عدل فإن تعثر فتثبت بشهادة شاهد واحد كما تقدم بيانه والله تعالى أعلم .
13- هل تشترط مدة معينة لبقاء الهلال المتولد فى السماء ؟
بالنسبة لظهور الهلال فى بداية الشهر فإنه لا يبقى مدة طويلة بل هى دقائق معدودة ، وثوان معلومة يراه العارفون بمطالع الهلال ومنازل القمر فى تلك الجهة التى يصدونه ويرقبونه فيها ، لأن تولد الهلال فى بداية الشهر إنما هو لا يتجاوز الخمس دقائق والله أعلم .
14- ماذا يفعل المسلم إذا أذن أذان الفجر وفى فمه كأس ماء أو لقمة ؟
إذا تبين للمسلم الفجر الصادق أمسك عن الأكل والشراب والنكاح ولكن وردت رخصة فى الشرع أنه إذا كان فى يده كأساً من ماءٍ أو شرابٍ فليشربه هنيئاً مريئاً لأنها رخصة من الله تبارك وتعالى وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : إذا سمع أحدكم النداء والإناء فى يده فلا يضعه حتى يقضى حاجته منه ، وهذا الحديث صحيح .
15- ما الحكمة من السحور ؟
حكمة السحور يبينها الإستقراء لآيات الصوم ، فقد فرض الله علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا ، أى من أهل الكتاب فقال ( َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( البقرة : 183 ) ، فكان الوقت والحكم على وفق ما كتب على الكتاب أن لا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا بعد النوم ، أي إذا نام أحدهم لم يطعم حتى الليلة القابلة ، وكتب على المسلمين ذالك كذالك فلما نسخ سن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السحور تفريقاً بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، فالظاهر أنت الصوم فى بداية تشريعه كان من نام قبل أن يأكل لا يجوز له أن يأكل حتى ينام ، حتى يصحوا من النهار ويصوم ويفطر فى اليوم التالي ، وهذا كان فيه مشقة على المسلمين ، ثم أراد الله التخفيف عن المسلمين فجعل الله الصيام من الفجر إلى غروب الشمس ، ولذالك شرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أكلة السحر هي فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب كما فى حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ، إذن هو مخالفةٌ لأهل الكتاب والله تعالى أعلم .
16- هل السحور شرط فى صحة الصيام ؟
بينا أن القول الصحيح فى حكم السحور هو الوجوب ! ولو قال جماهير العلماء بأنه مستحب ! لأن الأدلة الشرعية تدل على وجوبه والله تعالى أعلم لذالك من لم يتسحر متعمداً فصيامه صحيح مع إثمه ، أي إثم ترك السحور والله تعالى اعلم .
17- ما حكم من أكل خطأ بعد طلوع الفجر الصادق ؟
لا يزال الأمر فيه فسحة للعبد المؤمن إذا قصد وجه الله وتحرى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يجوز لك الأكل والشرب والجماع مادمت شاكاً فى طلوع الفجر ولم تتبين فقد بين الله جل جلاله ورسوله حد التبين ، فتبين ولأنه جل شأنه عفا عن الخطأ والنسيان وأباح الأكل والشرب والجماع حتى التبين ، والشاك لم يتبين لأن التبين يقين لا مرية فيه وكذالك من أخطأ فى الأكل وهو يظن أن الفجر لم يخرج فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، والله تعالى أعلم .
18- ما حكم من لم يبيت النية فى أول ليلة من شهر رمضان ؟
لا شك أن الذي لا يبيت النية له أسباب ، إما جهل وإما نسيان وإما تعمد ، الجاهل والناسي لا عليهما إذا تعلما فإنهما يبيتان النية متى علما ومتى تذكرا ، وأما المتعمد فهذا الصحيح أن صيامه صحيح لكن مع الإثم والله تعالى أعلم .
19- متى يمسك عن السحور بالأذان الأول أم بالثاني ؟
جعل الله ورسوله هذه الأوقات أو الظواهر الطبيعية مواقيت ، الصلاة ، الصيام ، فطلوع الفجر الصادق لامتناع الصائم عن الطعام ولحل الصلاة ، لذالك إذا رأى المؤذن الفجر الصادق أذن ، ولذالك فإن الأذان تبع للوقت وليس الوقت تبع للأذان ، وإن المؤذن مؤتمن على صلاتهم وعلى أوصافهم وعلى حاجاتهم ، لذالك لا يجوز أن يؤذن قبل الفجر الصادق وبخاصة أنه قد يقع كثيرُ من الأخطاء فى هذه المسألة من باب التزام المؤذنين لما يسمى بالروزمامة ! وهذه الحسابات الفلكية فيها خلاف معتبر للواقع فإن هذه الروزمامات ! من خلال تجربة طويلة ومن خلال إقرار كثيرُ من المراصد أن الفجر يتأخر عن الأذان الثاني قرابة الربع ساعة ! ومع ذالك فنحن نقول لا يجوز اتخاذ هذا الوقت دون مراقبة الفجر والله تعالى أعلم .
20- ما هى السنن العملية للرسول صلى الله عليه وسلم فى سحوره فى شهر رمضان ؟ كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتسحر ولو بجرعة ماء ، وأفضل ما يتسحر عليه المؤمن هو التمر حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم : نعم سحور المؤمن التمر فإن لم يجد فماء أو لبن أو ماشابه ذالك ، وكان من هدى النبى صلى الله عليه وآله وسلم تأخير السحور إلى قبيل الفجر لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وزيد بن ثابت رضى الله عنه تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصلاة فصلى وكان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما فى صلاة الفجر بقدر ما يقرأ الرجل خمسين أية من كتاب الله ، فعن أنس رضى الله عنه عن زيد بن ثابت قالا : تسحرنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم ثم قام إلى الصلاة قلت كم بين الأذان والسحور فقال خمسين أية ، وفى هذا تنبيه أنهم كانوا يشغلون ما بين السحور وبين صلاة الفجر بقراءة القرآن والله تعالى أعلم .
mamine Admin
المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 03/08/2008 العمر : 34 الموقع : knowledge2.tk
موضوع: رد: اسئلة عن احكام صيام رمضان***الجزء الاول*** الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 5:14 pm