بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الإيمان
الإيمان في اللغة : هو مطلق التصديق.
وفي الشرع : عبارة عن تصديق خاص، وهو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
فأركان الإيمان ستة، ورد ذكرها في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وفيه سؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره عن الإيمان، فقال: ( أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ).
الإيمان بالله عز وجل
الإيمان بالله يتضمن ثلاثة أمور
- الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه.
- وأنه الذي يستحق أن يفرد بالعبادة، من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع.
- وأن الله متصف بصفات الكمال كلها، ومنزه عن كل نقص.
أنواع التوحيد
هذه ثلاثة أنواع من التوحيد تدخل في معنى الإيمان بالله عز وجل.
النوع الأول: توحيد الربوبية:
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ولا رب غيره. والإقرار بأن الله عز وجل هو المتصرف في الكون، بالخلق والتدبير، والرزق والتغيير، والإحياء والإماتة، وغير ذلك لا يشاركه أحد في فعله سبحانه، قال تعالى:
( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين ) (الأحقاف:4).
وقد يقر بهذا التوحيد المشركون، ولكنه لا يقبل منهم حتى يأتوا ببقية أنواع التوحيد.
النوع الثاني: توحيد الألوهية:
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه هو الإله الحق لا إله غيره، وإفراده سبحانه بالعبادة.
ويستلزم توحيد الله في ألوهيته أن نتوجه إليه وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها فيجب على المسلم:
- وجوب إخلاص المحبة لله، فلا يتخذ ندا لله، يحبه كما يحب الله، أو يقدمه في المحبة على الله، قال تعالى: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ) (البقرة:165).
- وجوب إفراد الله تعالى في الدعاء والتوكل والرجاء، فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه، قال تعالى: ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ) (يونس:106).
وعلى ذلك، فإن من الشرك التوجه بالدعاء للأنبياء أو الأولياء وغيرهم أو صرف أي عبادة لا تصرف إلا لله لهم.
- وجوب إفراد الله بالخوف منه: والمقصود من ذلك خوف العبادة لا الخوف الفطري -من حيوان مفترس أو ما أشبه ذلك- قال تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) (يونس:107).
- وجوب إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية، من صلاة وركوع وسجود وصوم وذبح وطواف، قال تعالى: ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (النجم:62).
- وجوب إفراد الله بالعبادات القولية، من نذر واستغفار وتسبيح وتحميد وغير ذلك، قال تعالى: ( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) (الحجر:98، 99).
ما حكم من صرف شيئا من هذه العبادات لغير الله؟
من صرف شيئا من هذه العبادات لغير الله فقد أشرك، قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) (النساء:48).
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
ومعناه: الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه عن جميع صفات النقص، وأنه متفرد عن جميع الكائنات.
كيف السبيل إلى معرفة ما ينسب إلى الله من صفات الكمال؟
سبيل ذلك إثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه في القرآن، وما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذلك دون أن نحرف في ألفاظها أو معانيها، كما كان يفعل المشركون فيسمون عبد العزى من العزيز، واللات من الله، ومناة من المنان.
كما لا يجوز أن نعطلها بنفيها أو نفي بعضها عن الله عز وجل، كبعض الفرق التي تجحد بعض أسماء الله وصفاته.
ولا يجوز كذلك التشبيه: كتشبيه صفات الخالق بصفات المخلوق، وذلك كتشبيه النصارى المسيح ابن مريم بالله، وتشبيه اليهود عزير بالله، وتشبيه المشركين أصنامهم بالله، وتشبيه بعض الطوائف وجه الله وسمعه ونحو ذلك بالمخلوقين.
. ما هي الأسس التي يقوم عليها توحيد الأسماء والصفات؟
يقوم توحيد الأسماء والصفات على ثلاثة أسس:
3 . تنزيه الله عز وجل عن مشابهة الخلق، وتنزيهه كذلك عن أي نقص، قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى:11).
4 . الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة، دون تجاوزها بالنقص منها أو الزيادة عليها أو تحريفها أو تعطيلها، لأن الله عز وجل أعلم بنفسه وصفاته وأسمائه، قال تعالى: ( قل أأنتم أعلم أم الله ) (البقرة:140).
قال الإمام أحمد رحمه الله (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث) (عزاه في الإيمان، نعيم ياسين إلى الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية).
9 . قطع الطمع عن إدراك هذه الصفات، قال تعالى: ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ) (طه:110).
فالعلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهذا لا يتحقق في جانب الله تعالى.
ما هي صفات الله عز وجل؟
الصفات التي وردت في الكتاب والسنة نوعان:
صفات ذاتية : وهي التي لا تنفك عن الله عز وجل، كالنفس والعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والوجه والكلام والملك والعظمة والكبرياء والعلو والغنى والرحمة.
ضابط هذا النوع من الصفات: أنها ملازمة لذات الله قائمة في الله لا ينفك عنها.
صفات الفعل : وهي ما تعلق بمشيئة الله وقدرته، كالاستواء والنزول والمجيء والغضب والضحك والعجب والرضى والحب والكره والسخط والفرح والمكر والكيد والمقت.
ضابط هذا النوع من الصفات: أن الله تعالى يفعلها متى شاء، فالله ينزل إلى السماء الدنيا متى شاء، وبالهيئة اللائقة به سبحانه، وهكذا بقية صفات الأفعال.
ما الواجب على المسلم تجاه صفات الله عز وجل بنوعيها؟
الواجب في هذه الصفات بنوعيها إثباتها لله عز وجل، على حسب المعنى الذي يليق بكمال الله تعالى، وكما أسلفنا أن ذلك بمعناه الحقيقي الذي ليس فيـه تشبيـه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف.
قال الشافعي رحمه الله: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله.
ما هي أسماء الله عز وجل؟
أسماء الله عز وجل هي أعلام عليه، أخبرنا بها الله في كتابه، وأخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، وكل اسم يدل على صفة أو صفات لله سبحانه وكل اسم منها مشتق من مصدره، كالعليم والقدير والسميع والبصير، فالعليم مشتق من العلم، وهو يدل على صفة العلم للباري، وكذلك بقية الأسماء.
هل هناك اسم جامع لأسماء الله؟
الاسم الجامع لأسماء الله تعالى هو ( الله )، قال الطبري: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
لماذا سميت أسماء الله بالحسنى؟
سميت أسماء الله بالحسنى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول.
ما هي مقتضيات توحيد الله في أسمائه؟
يقتضي ذلك:
الإيمان بكل اسم سمى به نفسه.
ما دل عليه هذا الاسم من معنى.
ما تعلق بهذا الاسم من آثار.
مثال: اسم الله ( الرحيم ):
نؤمن بأن هذا علم على الله.
وعلى أن الله ذو رحمة.
وأن الله يرحم من شاء.
ما عدد أسماء الله تعالى؟
الذي نعرفه منها تسعة وتسعين اسما، فقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر ) (رواه البخاري). وهناك أسماء لله تعالى لم يخبرنا الله بها، وإنما استأثر بها في علم الغيب عنده
ومعنى الإحصاء المذكور في الحديث السابق: معرفتها وحفظها وفهمها والإيمان بها، وحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الله بها، ودعاء الله عز وجل بها، فيكون معنى ما ورد في الحديث: من حفظها متفكرا في مدلولاتها، معتبرا بمعانيها، عاملا بمقتضاها، مقدسا لمسماها.
فضيلة الإيمان بالأسماء والصفات
إن المسلم يثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه، وما أثبته رسوله من غير تحريف ولا تعطيل. ومما يدل على أهمية هذا الصنف من التوحيد أن السنة جاءت بفضيلة عظيمة لسورة الإخلاص، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن ) (رواه البخاري)، والسورة لا تتحدث عن تشريع، وإنما تتحدث عن أسماء الله وصفاته.
ودعاء الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، له فضيلة عظيمة، قال تعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه به ا) (الأعراف:180).
أدلة وجود الخالق جل وعلا
- المخلوق لابد له من خالق:
يحتج القرآن الكريم على المكذبين المنكرين بحجة لابد للعقول من الإقرار بهــا، ولا يجوز في منطق العقل السليم رفضها بقوله تعالى: ( أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) (الطور:35-36).
ونفهم من ذلك ما يلي:
أنتم موجودون، وهذه حقيقة لا تنكرونها.
والسماوات والأرض موجودتان ولا شك.
فمن أوجد ذلك؟ مَن خلقكم ونظم حياتكم؟ ومَن خلق السماوات وما فيها من أجرام وأفلاك؟ ومن خلق الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار؟
- دقة نظام الكون:
تدل دقة نظام الكون على وجود الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك:
- هداية الله للكائنات إلى مصادر رزقها وتهيئة ذلك لها.
- الأفلاك والأجرام السماوية تسير في مسار محدد، وسياق دقيق، تشرق الشمس في وقت محدد، وتغرب في وقت معلوم.
- التركيب المحكم الدقة والصفات التشريحية الرائعة لجميع الكائنات الحية تدل على إعجاز الخالق في خلقه لتلك الكائنات، بحيث لو أردنا -جدلا- الاستغناء عن عضو أو وظيفة لما استطعنا، ولو فقدت وأردنا إعادتها لعجزنا أن نردها بمثل ما خلقها الحكيم العليم.
- الفطرة تدل على وجود الله:
القرآن يقرر أن الفطر السليمة، والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك تقر بوجود الله، من غير دليل، وليس كذلك فقط، بل إن توحيده سبحانه أمر فطري بدهي. لذا فإنك تجد ملايين الملايين من البشر يؤمنون بوجود إله للكون. كذا العقلاء والعلماء والحكماء وفوقهم الأنبياء والصالحون، كلهم يؤمنون بالله ويدعون إليه.
ولكن الإنسان تحيط به مؤثرات كثيرة تصرفه عن الإيمان بالله تعالى, كإضلال شياطين الجن والإنس له، وميله إلى الدعة والكسل، وجهله بالدين، أو انخراطه في الشهوات. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه )، ولم يقل يسلمانه، لأن الإسلام موافق للفطرة.
- المصائب تصفي جوهر الفطرة:
فكم من ملحد عرف ربه وآب إليه، وكم من مشرك أخلص دينه لله، لضر نزل به، فزال ما على الفطرة من غشاوة.
قال تعالـى: ( هو الذي يسيركم في البر والبحر، حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها، جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنـوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ) (يونس:22).
(من كتاب الإيمان، للدكتور محمد نعيم ياسين)
الإيمان بالملائكة
ما معنى الإيمان بالملائكة؟
معنى ذلك الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة، خلقوا من نور، يقومون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها، ولا يعصون الله ما أمرهم. قال تعـالى: ( لا يعصـون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) (التحريم:6).
هل يصلح إيمان العبد دون الإيمان بوجودهم؟
لا يصلح إيمان عبد حتى يؤمن بوجودهم، وبما ورد في حقهم من صفات وأعمال، كما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
قال تعالى: ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) (البقرة:285). وقال تعالـى: ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) (النساء:136 ).
ما هي حقيقة الملائكة؟
المؤمن الصادق يقر بما أخبر به الخالق جل وعلا مجملا أو مفصلا, لا يزيد على ذلك ولا ينقص منه، وقد استأثر الله تعالى بحقيقة الملائكة، وتفصيلات أحوالهم.
ومع ذلك فقد تحدثت الآيات والأحاديث كثيـرا عن الملائكة وأصافهم وعلاقتهم بالخالق سبحانه وبالكون وبالإنسان.
صفات الملائكة الخَلقية:
مما تحدثت به النصوص عن صفاتهم:
أنهم خلقوا قبل خلق الإنسان، فقـد ورد في القرآن أنهم خلقوا قبل آدم، وأن الله أخبرهم بخلقه للإنسان. قال تعالى: ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) (البقرة:30).
أنهم خلقوا من نور: أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ).
تدل النصوص في مجموعها على أنهم ليسوا كالبشر: فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون.
كما تدل النصوص كذلك على أنهم منزهون عن الآثام والخطايا، مطهرون من الشهوات الحيوانية والصفات المادية. قال تعالى: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) (التحريم:6).
للملائكة قدرة على أن يتمثلوا بصورة البشر. قال تعالى: ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) (مريم:17).
أخبرنا الله تعالى أن للملائكة أجنحة: ( الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) (فاطر:1).
لبعض الملائكة خلقة عظيمة، كما في حديث البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.
صفات الملائكة الخُلقية:
هم عباد مكرمون، يطيعون أوامر الله ويخضعون لها، وهم لا ينتسبون إلى الله إلا بهذه النسبة، فهم ليسوا آلهة من دونه ولا ذرية له ولا بنات، كما زعم المشركون. قال تعالى: ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) (الأنبياء:26-27).
يحبـون المؤمنين ويستغفرون لهم، قال تعالى: ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفـرون لمن في الأرض ) (الشورى:5). وقال تعالى: ( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا ) (غافر:7).
يحفظون المؤمنين بإذن الله ، قال تعالى: ( له معقبات من بين يديه ومن خلفـه يحفظونه من أمر ال له) (الرعد:11).
يشجعون المؤمنين على طلب العلم، قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ) (رواه الترمذي).
يثبتون المؤمنين على العمل الصالح، قال تعالى: ( إذ يوحي ربك إلى الملائكـة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) (الأنفال:14).
ما عدد الملائكة؟
لا يحصي عددهم إلا الله وحده. أخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلـم أنه قال: ( أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساج د). وفي حديث المعراج: ( فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ) (رواه البخاري).
الإيمان بالملائكة إيمان تفصيلي وإجمالي
فهو تفصيلي في حق الملائكة الذين ذكروا بالاسم كجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار.
وهو إجمالي في حق من لم يحدد لنا الشرع أسماءهم.
بعض أنواع الملائكة باعتبار ما وكلهم الله به:
وهذه الأصناف مأخوذة من الكتاب والسنة، وهي:
الروح الأمين : جبريل عليه السلام، موكل بأداء الوحي إلى الرسل.
ميكائيل عليه السلام، موكل بالمطر.
إسرافيل عليه السلام، موكل بالنفخ في الصور.
ملك الموت موكل بقبض الروح ومعه أعوانه من الملائكة.
رضوان ومن معه موكلون بالجنة ونعيمها.
مالك ومن معه من الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر، موكلون بالنار وعذابها.
الكرام الكاتبون موكلون بأعمال العباد.
المعقبات موكلون بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه.
منكر ونكير موكلان بفتنة القبر وعذابه.
حملة العرش .
الإيمان بالكتب
ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل؟
معناه التصديق الجازم بأن جميع الكتب المنزلة هي من عند الله عز وجل، وأن الله تكلم بها حقيقة.
ما هي أنواع الكتب التي يجب الإيمان بها:
هناك نوعان أساسيان هما:
1 - ما سماه الله في القرآن الكريم.
2 - ما لم يخبرنا القرآن عنها.
الكتب التي سماها الله في القرآن الكريم:
التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، قال تعالى: ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) (المائدة:44).
الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام، قال تعالى: ( وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ) (المائدة:46).
الزبور الذي نزل على عيسى عليه السلام، قال تعالى: (وآتينا داود زبورا ) (الإسراء:55).
صحف إبراهيم وموسى، قال تعالى: ( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ) (النجم:36).