تعد فئران التجارب أداة مثالية بالنسبة لعلماء المورثات لدراسة سلوك الحيوان. كيف يتم إنتاج هذه الفئران وهل لها مواصفات خاصة؟
إن قائمة الآثار السلوكية التي يدرسها علماء المورثات على هذه الفئران تكاد لا تنتهي، من العدوانية إلى الأمومة إلى التعلم والذاكرة أو تأثير الكحول عليها إلخ.
كان العلماء قبل التطور الكبير الذي شهده عصر المورثات يستخدمون نمطين أساسيين من أجل الكشف عن تأثير المورثات على ردود فعل الفئران: انتخاب الحيوانات ذات المواصفات المطلوبة والأنسال ذات الدم الواحد. ففي الحالة الأولى كانوا يعينون الحيوانات الأكثر نشاطاً مثلاً، أو الأكثر خوفاً بمواجهة بيئة جديدة، ثم يزاوجونها مع مثيلاتها التي لها المواصفات نفسها، ثم يكررون التجربة على عدة أجيال.
وفي الحالة الثانية كانوا يزاوجون ويكاثرون أخوة وأخوات للحصول على نسل نقي مورثيا من الفئران، أي على نسل متحد بالدم. وبعد حد أدنى من الأجيال يصل إلى عشرين جيلاً (وهو غالباً بين 60 و 80 جيلاً) تكون الفئران المولودة مستنسخة عملياً وطبق الأصل عن أهلها.
ويكون عندها من الممكن مقارنة مختلف الأنسال، ومزاوجتها ومن ثم تقدير المعاملات المورثية المختلفة بما فيها التغيرات الملاحظة، أكانت عصبية ـ بيولوجية أم سلوكية.
وتوجد اليوم مئات الأنسال من الفئران التي تم تطويرها بهذه الطرق وهي متوفرة في المخابر الكبرى التي تزود الباحثين بها.[b]