المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 03/08/2008 العمر : 34 الموقع : knowledge2.tk
موضوع: ما معنى أهل السنة و الجماعة؟ الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:00 pm
(( تعريف أهل السنة والجماعة )) ..
من كتاب (( الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة )) إعداد : عبد الله عبد الحميد الأثري / راجعه وقدَّم له كل من أصحاب الفضيلة :
الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان . الشيخ : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين . الشيخ : صالح بن عبد العزيز آل الشيخ . الشيخ . د : ناصر عبد الكريم العقل. الشيخ . د : سعود إبراهيم الشريم . الشيخ : محمد بن جميل زينو .
السنة في اللغة مشتقة من : سنَّ يَـسِنُّ ، ويَسُنُّ سَنّـأً ، فهو مَسْـنُون .
وسَنَّ الأمر : بيَـَّنه .
والسُّـنَّةُ : الطريقة والسّيرة ، محمودة كانت أم مذمومة .
ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
{ لَتَتَّـبِعُنَّ سنَنَ من كان قبلكُم شِـبْرًا بِشِبْر وذِراعاً بِذِراع } (1) .
أي : طريقتهم في الدّين والدنيا .
وقوله : { مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حَسَنَة فلهُ أجْرُها وأجْرَ مَنْ عَمِلَ بها مَنْ بعدهِ ؛ مِنْ غيْر أن يَنقُصَ من أجُورِهِم شَيْءٌ ، ومَنْ سن في الإسْلام سُنَّةً سَيئة ... } (2) أي : سيرة (3) .
السنة في الاصطلاح :
الهدي الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ؛ علماً واعتقاداً ، وقولاً ، وعملاً ، وتقريراً .
وتطلق السنّة أيضا على سنن العبادات والاعتقادات ، ويقابل السُّـنة : البدعة .
( مأخوذة من الجمع ، وهو ضمُّ الشيء ؛ بتقريب بعضِهِ من بعض ، يقال جَمَعْته ؛ فاجْـتَمَعَ ) .
ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفرُّق ، وضد الفُـرْقة .
والجماعة : العدد الكثير من الناس ، وهي أيضا طائفة من الناس يجمعها غرض واحد .
والجماعة : هم القوم الذين اجتمعوا على أمرٍ ما (5) .
الجماعة في الاصطلاح :
جماعة المسلمين ، وهم سَلَفُ هذه الأمَّة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين ؛ الذين اجتمعوا على الكتاب والسنّة ، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ظاهرا وباطنا .
وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين وحثّهم على الجماعة والائتلاف والتعاون ونهاهم عن الفرقة والاختلاف والتُناحر ، فقال : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } (6) .
وقال تعالى : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ } (7) .
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
{ وإن هذه الملّة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين ، ثـنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة }( .
وقال : { عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثـْـنَيْـن أبعد ، ومن أراد بُحْبُوحة الجنّة ؛ فليلزم الجماعة } (9) .
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
{ الجماعة ما وافق الحق ، وإن كنت وحدك }(10 ) .
فأهل السنة والجماعة :
هم المتمسكون بسنّة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ومن تبعهم وسلك سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل ، والذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إلى يوم القيامة فاتّباعُهُم هُدى ، وخلافُهُم ضَلال .
وأهل السُّـنَّة والجماعة :
يتميزون عن غيرهم من الفرق ؛ بصفات وخصائص وميزات منها :
1- أنهم أهل الوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط ، وبين الغلو والجفاء سواءٌ أكان في باب العقيدة أم الأحكام أو السلوك ، فهم وسطٌ بين فرق الأمَّة ، كما أن الأمّة وسطٌ بين الملل .
2- اقتصارهم في التّلقي على الكتاب والسنّة ، والاهتمام بهما والتسليم لنصوصهما ، وفهمهما على مقتضى منهج السلف .
3- ليس لهم إمام معظَّم يأخذون كلامه كلَّه ويدعُون ما خالفه إلا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهم أعلم الناس بأحواله ، وأقواله ، وأفعاله ؛ لذلك فهم أشدّ الناس حبّا للسُّنة ، وأحرصهم على اتباعها وأكثرهم موالاة لأهلها .
4- تركهم الخصومات في الدّين ، ومجانبة أهلها ، وترك الجدال والمراء في مسائل الحلال والحرام ، ودخولهم في الدِّين كله .
5- تعظيمهم للسلف الصالح ، واعتقادهم بأن طريقة السلف أسلم ، وأعلم ، وأحكم .
6- رفضهم التأويل ، واستسلامهم للشرع ، مع تقديمهم النقل على العقل - تصورات الأذهان - وإخضاع الثاني للأول .
7- جمعُهُم بين النصوص في المسألة الواحدة ، ورَدُّهُم المتشابه إلى المحكم .
8- أنهم قدوة الصّالحين ؛ الذين يهدون إلى الحق ، ويرشدون إلى الصراط المستقيم ؛ بثباتهم على الحق وعدم تقلُّبِهِم ، واتفاقهم على أمور العقيدة ، وجمعهم بين العلم والعبادة ، وبين التوكل على الله والأخذ بالأسباب ، وبين التوسُّع في الدنيا والورع فيها ، وبين الخوف والرجاء والحب والبغض ، وبين الرحمة واللين للمؤمنين والشدة والغلظة على الكافرين ، وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان .
9- أنهم لا يتسمَّون بغير الإسلام ، والسنّة ، والجماعة .
10- حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة ، والدين القويم ، وتعليمهم الناس وإرشادهم ، والنصيحة لهم ، والاهتمام بأمورهم .
11- أنهم أعظم الناس صبراً على أقوالهم ، ومعتقداتهم ، ودعوتهم .
12- حرصهم على الجماعة والألفة ، ودعوتهم إليها وحث الناس عليها ونبذهم للاختلاف والفرقة ، وتحذير الناس منها .
13- أن الله - عز وجل - عصمهم من تكفير بعضهم بعضا ، ثم هم يحكمون على غيرهم بعلمٍ وعدل .
14- محبّة بعضهم لبعض ، وترحُّم بعضهم على بعض ، وتعاونهم فيما بينهم ، وسد بعضهم لنقص بعض ، ولا يوالون ولا يعادون إلا على الدّين .
وبالجملة : فهم أحسن الناس أخلاقاً ، وأحرصهم على زكاة أنفسهم بطاعة الله تعالى ، وأوسعهم أفقاً ، وأبعدهم نظراً ، وأرحبهم بالخلاف صدراً ، وأعلمُهم بآدابه وأصوله .
وصفوة القول في مفهوم أهل السنة والجماعة :
أنها الفرقة التي وعدها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالنجاة من بين الفرق ، ومدار هذا الوصف على اتِّباع السنَّة ، وموافقة ما جاء بها من الاعتقاد والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق ، وملازمة جماعة المسلمين .
وبهذا لا يخرج تعريف أهل السنة والجماعة عن تعريف السَّلف ، وقد عرفنا أن السلف : هم العاملون بالكتاب والمتمسكون بالسُّنة ؛ إذن فالسَّلف هم أهل السنّة الذين عناهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأهل السنة هم السلف الصالح ومن سار على نهجهم .
وهذا هو المعنى الأخص لأهل السنة والجماعة ؛ فيخرج من هذا المعنى كل طوائف المبتدعة وأهل الأهواء ؛ كالخوارج ، والجهمية ، والقدرية ، والمعتزلة ، والمرجئة ، والرافضة ... وغيرهم من أهل البدع ممن سلكوا مسلكهم .
فالسنّة هنا تقابل البدعة ، والجماعة تقابل الفرقة ، وهو المقصود في الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة والنهي عن التفرق .
فهذا الذي قصده ترجمان القرآن ؛ عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قول الله تبارك وتعالى :
{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ }.
قال : { تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسودّ وجوه أهل البدعة والفرقة }(11) .
ولفظ (( السلف الصالح )) يرادف مصطلح أهل السنة والجماعة ، كما يطلق عليهم - أيضا - أهل الأثر ، وأهل الحديث ، والطائفة المنصورة ، والفرقة الناجية ، وأهل الاتباع ، وهذه الأسماء والإطلاقات مستفيضة عن علماء السَّـلف .